سكة قطار من المنصورة لأوروبا
- من أول الدرجة المميزة الى مليانة ناس واقفة وقاعدة عليك بزجمتها وترابها وبياعينها وشبابيكها المكسرة وخناقات الناس مع الكمسارى والناس مع بعض
- الألفاظ الى بتسمعها وتسد ودنك، والعيال الى بتهرب من الكمساري، والى بيركبوا قطار 6 و 5 عشان يعاكسوا البنات الى رايحة وجاية من الجامعة
- الطلبة الى بتسافر كل يوم ساعتين فدايما بيذاكروا فى القطار ، والشبة الرايقة الى بتيجى وترجع مع بعض كل يوم ويقضوها نم على خلق الله
- طلبة الأزهر -طب تحديدا- الى بيذاكروا من أول يوم فى السنة لأخر يوم لحد ما تفكر ممكن تفتح معاه حوار ازاى لما يرفع راسه من عالكتاب
- شهر 12 و 5 والقطار كله بيذاكر قاعد وواقف، والناس الى مبيحلالهاش ترغى وتتعرف عليك غير ف اخر محطة او ف الورقتين الى محتاج تراجعهم
- الناس الحلوة الى كسبتها من القطار، كسبتها فعلا مش تسالى طريق Jana Ahmed زيك كده يا جنى مثلا
- نازل بنها يا أستاذ ؟ - يمكنك تترحم وتقعد مكانه ( طب احجرلى مكانك الله يكرمك)
- لكن نفس شبابيكها دى هى الى بتدخلك المطر فى الشتا والقطار بيجرى فتحس انك ذبت ف لحظة مسروقة من الزمن انت وتفاصيلك
- ساعة الغروب الى بتحضرها كل يوم وانت راجع بلدك، الشمس وهى بتتلون وبتبعد و ابن حلال لو راجع مدينة فى الدلتا وهتعدى على زراعة طول السكة، بتتأمل ف خلق الله وتكلم الشمس كل يوم
- باب العربية المفتوح الى بتجرى تقف عليه وتاخد لسعه الهوا ف وشك ، وتستناه يعدى على كوبرى ونيل عشان تقف تبص عالبلد من فوق قبل ما يدخل المحطة
- العيال الجدعة الى تقوم وتقعدك عشان انتى بنت والى يوقف الممر كله عشان يعديكى ، الى بيشيلك الشنطة والى يقعد قدامك عاوج دماغه عشان ميبصش عليكى
- المصحف الى بتفتحه وتدندن بنفس معاهم ، لطلبة والعمال والموظفين ، بلد صغيرة بتبدا يومها بالمصحف فى تباشير الفجر
_ الناس الى بتحفظها ويحفظوك وتحفظ محطاتهم وتحجزلهم ويحجزولك حتى لو لسه معرفتوش بعض
_ الدنيا بزحمتها كلها ف عربية قطار ريحتها زى ريحة مصر والناس فيها الى فوق كتافهم شبه نفس العربية غامق ومقبض لكن فيه باب بيهربوا منه من كل الزحمة والخنقة
- القطار السياحى المقفول والناس الشيك الى ملحقتش تحجز فمطوقة ، والى بيهرب يشرب السيجارة ف الطرقة
- الهدوء النسبى الى بيخليك تفتح كتابك تقرا فيه ، او الهدوء الى بجد الى متعرفش تركز فيه فتسرح فى الدنيا لمنغبشة الى مش عارف تشوفها من ورا الزجاج المعتم
- الصور الى بيبقى نفسك تصورها ومتعرفش من الزجاج
- التكييف الى بيخنق الهوا لكن بتمتن له ان مفيش تراب ولا دوشة
- الناس الى لابسة بدلها وراكبى الدرجة الاولى الى بيعدوا عليك فى التانية او بتكون منهم لو ملقيتش حجز ، بيبصوا لك وتبصلهم كأنكم جايين من مؤتمر الأمم المتحدة حالا
- الناس بتبص لرجلها او للشباك ف أحسن الأحوال وانت مش مهتم بيهم زيهم بالضبط
- الكتاب مبيخلصش ولا مذاكرتك ولا شغلك بس السكة بتخلص مش فاكر منها حاجة غير احساسك وانت مسافر
- المحطة مبتفرقش سواء نزلت من المميزة ولا المكيفة وصلت فى الأخر
- قطار الصعيد والوشوش الى فيه وريحته وسكته من قبلى لبحرى
- قبلى زحمة ف أى عربية ، والناس ملخبطة على بعض ، الأستاذ الفلاح والطالب ولاد قبلى بتعرفهم من دوران عينيهم المألوف
- الزوار زيك بيبانوا مش محتاجين ملامح ولا لهجة قطار الصعيد بيفرق ابن البلد من الضيف عليها بسهولة
- السكة الى بتطول جدا وتخوفك منها لكن بتع رف قيمتها بعدين والوقت الى بتندم انك ضيعته وتظن انك كنت هتحضر فيه دكتوراه
وقطار المترو ف أوروبا الى أخدنى زى أى سكة قطار ناسه بتسرح زينا وتكلم بعض زينا
المحطة نضيفة والناس صوتها اوطى كتير لكن شبهك وانت نازل الشغل الصبح او راجع منه وانت شايل كتابك او سرحان فى الملكوت
كل سكة بنشيل ونسيب فيها منعرفهاش فيها غير خط السير وبنتمنى لو ناخد او ندى لكن بنعرف ايه المفروض بالضبط فى اخر محطة والوقت مبيكفيش
مش عارفه دى مرحلة إيه من الدنيا لكن عارفه انها باب نور
جميل وفعلا القطارات في مصر مليانة حكايات جميلة لا تنتهي والمميز مختلف عن المكيف وبحري مختلف عن قبلي وكمان القطارات القديمة العادية اللي كانت بكراسي جلد أو خشب كان ليها طعم مختلف وأظن من الممكن أن يكون هناك تيار من الأدب نسميه أدب القطارات ولكن للاسف لا يوجد فيه إنتاج كاف وكتاب مثل كتاب خالد الخميسي اللي كتب فيه حكاياته من التاكسي من الممكن أن يكتب مثله عشرات الكتب من داخل القطارات وحتكون أجمل وأعمق وأغنى بالصور وأكثر قدرة على التعبير عن الناس في مصر وأعتقد لو حضرتك بدأت كتابة كتاب مثل هذا حيكون كتاب رائع.
ردحذف