المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٠

والسجن مطرح الجنينة

صورة
(1)  " رأيتُ محمداً" هكذا كررت لنفسي طيلة الأسبوع، أنني وبعد ستة أشهر رأيت أخي .. مر ستة أيام -طوال- بقدر الستة أشهر ذاتهم، فقط، ليستقر عندي أني رأيته من جديد. ذاك أن صورته البعيدة التي أحفظها وأحسن استدعاءها لتسري عني لم تعد صالحة بعد اليوم، فالأن ،صاغرةً، أزيحها وأستسلم لصورته بالميري الأبيض والقيد الحديدي و تقاسيم وجهه المقطعة من وراء حجرات السلك الشائك. أغلف الطعام وأصابعي تهتز كأنها أول مرة .. و لا أعرف ما سأواجهه كأول مرة. هل كنت أظن أن " السلك" سيكون يوماً أكبر مخاوفي؟!. أسري عن نفسي بالصلاة على النبي..وأدفع عني ثِقَلَ الأحمالِ ببركه ذكر المصطفى، وكلما فكرت في الصباح أذكرني بأن أزيد في الصلاة عليه .. صلاةً أستجير بها جواراً منه لم يضم.. انظر لاتساع طريق السفر الطويل في ساعات الصباح الأولى، وأعلم أن اتساع الأرض كلها لا يسعنا ما بقي بعضنا هناك وراء السلك. (2) "واتقل علينا بالمواجع والسجن مطرح الجنينة" يقول محمد أنه ينتظر الزيارة كما كنا ننتظر معاً يوم العيد بثيابنا الجديدة و يتشاجر مع جيرانه في الزنزانه على موعد اغتساله كما كنا نتشاجر في الدقائق