المشاركات

عرض المشاركات من 2016

يضيق صدرى

صورة
(الغربة ناقص واحد) "2" يضيق صدرى ...  يلتئم على غصص ملتوية ويفيض حزناً   (1) اعتدت أن أدير ظهرى وأسير، أن أرى بالغد فسحة ما،  وألا أقع فيما لم تختطه يداى. ولكنى لم أحسن أن أتخفف أبداً. كنت أسير وأجر ورائى خيبات غيرى إلى أن كبرت كفاية وأصبحت لى خيبات مكتوبة بإسمى. لم أسامح نفسى على شئ ولم أدع فرصة أكلل فيها رأسها بذنب ما ولم أفعل. تأقلمت نفسى فجعلت للقلب بابا خلفياً مدخله عند الظهر تماما، فمن كان فى ظهرى ولج ولم يخرج. (2) أكتب لأورى وألمح و أضمن مساومة مقبولة مع أسرارى، أنا ألغزها وأخبرها علي عجالة، وهي تصمد ولا تمزق ضلعي.  أتحلي بالشجاعة اللازمة لأقاتل ولكن جبنا يمتلكني  وقت الانسحاب. رأسي هو مأساتي وانسدت الطرق بيننا، حتي كسره لم يعد يجدي. (3) أفر يا سيدي من تأدية الحقوق إلي الهجر الجميل ، وبينهما سنوات من الغزل علي وجع.  حاربت يا سيدي الغائب .. صارعت السموات والأرض و انهزمت. يعوزني الآن كتف يحتمل توكأ بخفة، لهنيهة فحسب أقوى بعدها علي مسير. صالحت كرب الدنيا الآن ولم يعد بي طمع في ظهر يكفيني مؤونة أو يحمل ضعف .  ضمير المخاطب يحملنا دون تعب، فحين  تذهب الأفلاك التي درن

غضبي والبعيدة

أخبرني الغالي يوماً أن علي أن أتعلم أن أصالح ضعفي وأقبل غضبي و سوءاتي، وإلا سيمزقني هذا العالم. علي ظهر وجعي نشرت ورقة وكتبت.    إليك أيتها البعيدة/....    أشعر تجاهك بغضب شديد و ألم يكابر علي الاعتراف . أرغب أن أتجاوز ألمي وألا أدع لك فرصة الشماته أو التشفي. أرغب أن أبقي قوية لئلا أعطيك مفتاح ضعفي فتطعنيني به.  أشعر أنك كارهة و مستعدة للأذي بأي وسيلة. أشعر بك بصعوبة فلا أري منك إلا الوجه المتعالي الغادر الذي نظر إلي في محنتي وداس خدي بوسخ حذائه.  أري منك غريبا يكره ويغتاب، و يلوكني من ورائي مع كل عابر و غريب. أري منك غادرا يترصد الوعود لينتهكها ويضرب المواقيت ليحتال بها و يحدد الأنفال والفروض ليسخر منها.  أشعر بالغدر و هو مقت علي مقت إن دخل القلب. أشعر بالتخلي والهجر ..  ولأساي امتلأ قلبي بهما. لسوء حظك قطعت الشوط باكرا ووصلت المفترق باكرا.  أترين كل هذا البياض بإسمك؟ أثمر محصولك من البغض والعيب في قلبه. تعالي احصدي السواد الذي زرعتي ف روحي فلن يجمعه غيرك.  كرهتني ؟! حسنا ها أنا استيقظت وبقلبي غضب  لا أري من ورائه شئ. لو كنت يوما واضحة القصد ، أو عطرة المحاولة م

عزيزتى الكانيولا

عزيزتى/ الكانيولا صباح الخير  اليوم هو الثالث وعشرين من أغسطس. أذكرك إن كنت لا تعلمين أننا بهذا قد أمضينا شهراً فى رفقنا الأخيرة. و إسبوعان من إقامتك الثقيلة المتواصلة. من المداخل الدرامية اعتدت اقتحام جميع المشاهد، لذا لم أتوقع هذه المرة أن تنزل ضيافتك علىّ بسلام. وقد توقفت عن إحصاء المتاعب التى سببتها لى فى كل مرة، فلا أملك فى كل يد إلا خمسة أصابع. تكتشف الأشياء الغريبة فى الأوقات الأغرب. وجودك باليد اليمنى كان أرقاً شديداً خاصة إن لم أجد أحدا بالجوار يساعدنى، فحاولت تجنب ذلك ما وسعنى للمرة الأولى انتبه أننى أعتمد على يسارى فى أغلب الأوقات وللدقة فيما عدا الكتابة واستعمال السكين فيسراى هى التى تتولى الأمر بلا وعى. أحمل زجاجة المياه بيسارى ، أقلب الطعام، أقطعه ، أحمل الأشياء ، أفتح الأبواب ، أرتب ، أرفع ، أنظف ، أقبض على شئ. تبدأ اليسرى العمل وتكمل اليمنى التفاصيل. لا أنتبه لما أفعله إلا حين يؤلمنى رسغى فأتذكر أنك هنا. الغربة نار مصداقا لجدتى رحمها الله. ورفقتك كانت خير تذكرة. لا يسعنى  ارتداء ثيابى، تمشيط شعرى، الإستحمام، الاعتدال فى حركات الصلاة، الكتابة ، إعداد الطعا

رسالات الغريب

 واحد إثنان ثلاثة.. أخطأ العد وأبدأ من جديد. لا أكمل أى شئ وأقف قبل البداية بخطوة.  أنهض للحياة فى عقلى وأخوض معارك كيشوتيه ذاهلة وأنا بعد لم أمد أنملتى للأمام. تقف هى لتصرخ .. لم تعرف النحيب سوى وقوفاً. (1) تحاصرنى تيمة الرحيل .. أعود والناس يرحلون ، وأرحل ومعى كل شئ قافلة واحدة. حقائبهم مشرعة كحالى الآن، لم أعرف يقيناً ما الذى يدور، تتأدى فتاة صغيرة الجسد ترتدى اللون الأزرق الذى أحب وخمار كحلى يشبه لون سترتك، تضع أخر قطعة من ثيابها ثم تأتى أنت تغلق الحقيبة وتجرها خلفك، تعبر حاجز الجمرك وتختم جوازك، تشير بسعادة وتبتسم جاعلاً من أصابعك إشارة الإنتهاء.  أردتها أن تعنى بداية كل خير، هل كانت الدنيا تعلم أنها الإشارة المناسبة. (2) واحد إثنان ثلاثة .. على أن أتعلم العد من جديد فما خلقت الأرقام لهذا أبداً. فى الأول كان برد شديد. كاليوم كاليوم تماماً كانت الساعات تسقط حبة حبة وتحدث دوياً عند أخر ثانية. هى متصلبة تراقب شاشة الهاتف وتنتظر صوتك أو صوت خير، والصوت جاء فى الواحدة. سقط الوتد فى صدرها واستقر.. كانت تعلم قبلاً وتجرى وراء الشرير لتطرده من حارتها ثم غادرت هى واديهم ك

لمضة زيها

(1) " ومن دلائل رحمة الله غفرانه الذنوب جميعها بتوبة صادقة ، ولنا فى قصة الرجل قاتل المائة عبرة ، وفى جهل العلماء الذى كاد يودى به ويقطع بألا توبه له عظة فى ألا سلطان على جنة الله وناره إلاه" تسرح فى المعنى الكبير الذى حفظته كله عن ظهر قلب بحركات اليد وخلجات الوجه وربما تعيده على مسامع الأقران فى درس التربية الدينية فيعجبون أنى لها أن تعرف هذه الأخبار. تعبث فى الفستان  الأسود وأطرافه الموشاة بالورود وتقول لنفسها أنها ستكبر يوماً وتصير مثل أمها تجلس هكذا تحدث جموع الناس بسلاسة وثقة وتعرف الكثير من الأشياء دونهم. " ماشى وبعدين .. ها ؟" يتململ الصغير وهى تعيد على مسامعه الحديث القدسى عن قصة أول ثلاثة تسعر بهم النار يوم القيامة العالم والمنفق والمجاهد. تعرف الآن أين سمعت القصة للمرة الأولى، كانت بعد صلاة الفجر فى جلسة تضم ثلاثتهم -دون الصغير الذى لم يولد- تقرأ هى من الكتاب الكبير ذى الأوراق المصفرة والغلاف الغائب وتتململ من شرح الأم للحديث الذى تفهمه وتود الإنتقال للذى يليه. (2) "ما الذى يريده هذا الرجل من كل هذا الحديث حول البطة!!" كانت المس

الغربة ناقص واحد /1

(1) تدق الساعة لصلاة الفجر، الصوت يقول (الصلاة خير من النوم..) .  فى الركعة الثانية تساوم نفسها الأمارة بالنوم على ركعتى السنة.. فتردها بإجابة ذكية ، "ركعتى الفجر خير من الدنيا وما فيها " توضح فضل الفجر نفسه لا سنته. تقتنع وتعود تلتحف ظلام الحجرة. يأتى شيطان النوم متأخرا عن موعده ويفوز فى موقعة جديدة فتستسلم له وتقرر الاستيقاظ والذهاب للميدان. يوقظها أبوها فى الصباح تماماً كما كان يفعل للمدرسة ، فتفكر أن عليها أن تشكره. كبرت يما يكفى ولكنه -رغم التفاصيل- مازال هنا ليفعل لها ما لا تقدر عليه. "ماذا لو ...؟ ". (2) تسأل سيدة عن مستشفى الأطفال الجامعى فتجيبها بثقة عن الطريق، يعارض وصفها راكب ويوجه المرآة للطريق معاكس. ترده وتدل الأم مصرة على خريطتها ،ثم  تدير وجهها وتضحك. أصبحت الآن تحفظ الشوارع بعلاماتها وإن مرت بها مرة واحدة.  الطريق يتغير فى كل عام ولكنها أصبحت محترفة كعمال الفاعل. ذاكرتهادوما ما  أسعفتها ولكنها كانت ترفض أن تصدق أنها أصبحت  من أهل البلد الذين يعرفونها.. أن تصدق أن الغربة ستدوم. فى الجامعة حفظت محطات المترو فى كل الإتجاهات، يكفى أن تسأل كم

الأول من فبراير .. أول من النظر

صورة
(1) الثامنة صباحا تحل .. وهى جاهزة لأن تستيقظ هذه المرة، منذ أمد طويل كانت الثامنة صباحاً كابوس يومى فيا لطيف الألطاف نحمد فضلك.الطريق المحفوظ أصبح يمر بأفكارها لا هى التى تمر به. غابت عنه آيات القرآن أو الذكر وكل ما هو غير الغرق المطول فى أشياء لا تعرفها ولا تعرف عنها سوى أنها تصل بها فى النهاية لمقصدها دون شعور بالوقت. عربة المترو التى امتلأت اليوم فى مشهد نسيته من فترة، تضغطها كما تضغط النساء على جسدها الضئيل فتتألم بصمت لا يليق به إلا أن يدير وجهه هو الآخر إلى زجاج النافذة ويتأمل فى ظلام النفق والنور الخاطف فى كل محطة. (2) الجامعة المحببة لسبب خفى، لمرة جديدة تدخلها بحثا عن سبب تضع أمامها به الأوراق وتذاكر أى شئ. الجامعة تستقبلها بالحارس الصديق الذى يناديها باسمها فى ابتسامة ويسألها عن غيابها عنهم. الحارس الذى يعرفها بأنها "لبقة" فقط لأنها تناديه " حضرتك يا أستاذ فلان" وغيره يعرفها بأنها تعيش بخلل ما لنفس السبب (أنها تناديه ب "حضرتك يا أستاذ فلان"). تستلم شهادة إتمام ثلثى الطريق بشعور محايد، كأن شيطاناً ما يدفعها إلى هنا لغرض خفى - بلا انتظار

مَيَّةُ .. الطيبة بلا كلل

صورة
تنميق الكلمات ليس من الفنون التى قد يداولك إياها المرء وإنما حديث القلب وما أصعبه! (1) 23  رمضان فى بلكونة المطبخ قبل الإفطار، تناديك أية -رسول الطيبين- فيقدر الله نثراً من ريحان فى طريقانا بروفايل جانبى لوجهك مع سرحان الصديق، ومعلومات تربطك ب تيدكس و هى مصر وكم من منشور شديد الصدق عما يشغلك فى جل الحياة (2) 26 رمضان مى الطويلة تتحدث عن أهمية التسامح والتعايش وكراهيتها اللامتناهية للحكم على الآخر.. بعض الخيوط المشتركة تفرش مساحات من الإطمئنان وتوطئ لشئ ما تتناوله الأيام ما بعد (3) أحاديث الليل المتواصلة عن اغترابنا وأحلام المستقبل وخبايا البشر وسطحية أو زيف ما نعيش فيه ، العمل الذى لم تستطيعى تحديد علاقتك به أبداً والتجارب التى تثمنينها - الغث منها والثمين-، أرائك المباشرة فى بعضهم بلا مواربة، ورحلة الألف عثرة التى تقفين على الحافة الستة والعشرين منها. نتف من مى الصغيرة التى تركت خلفها فى كفر الشيخ الحبيبة كثيراً من السذاجة والاندفاع والثقة وتسلحت بأحمال من الريبة والتأنى والهرب الحثيث من أى صراعات حتى أن كل يوم منها يبدو جليا فى عينك من أول لقاء بعض أشخاصك القدامى