المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٨

حَمّادَة

صورة
(1) صاحبي الى كتفه في كتفي " بيطلع عيني" أرتدي فستان أبيض عليه حرملة صفراء محفور فيها أشكال منتظمة بارزة على شكل موز. الموز هو فاكهتي المفضلة، ولهذا كان الفستان هو فستان المناسبات. أقفز على درجات السلم رغم تحذيرات أمي، وأقبض على القروش العشرة بإحكام. يسابقني هو منذ عتبة الشارع إلى بقالة "عم عبده"، نشتري شيئين مختلفين ونقتسمهما. لا أذكر شيئاً قبل أن يكون "هو" موجوداً، ولا أعرف كيف استطاعت أمي تقليل الفارق بهذا الشكل (عشرة شهور!) فلا هي تسعني أن أكون الكبرى فأفرض هيبتي وبعض البرستيج، ولا هي تكفيه أن يعترف أنني الكبرى أمام الناس -بعد أن نمت لحيته وتوقف وجهي عند ملامح الإعدادية، فلم يعد أحد يصدق أنني أكبر. ولهذه الشهور العشرة تجليات صغيرة؛ تبدت في سخطي أني وجدت أخين فحاولت جعل أقربهما هو شريك لعبي المفضل فيما أسيطر أنا على قيادة الأمور. لكنها لم تترك ملامح عن هذه الأيام بلا ظهوره في الكادر " متخانقين غالباً". (2) " مكارينا مكارينا مكارينا اووووه مكارينا " يقول علم الإدارة أن فريق العمل الناجح يوزع المهام بكفاءة على أفراده، لم تكن القناة

اتلطشت بالقلم

(1) أترجل من السيارة عند كلية الزراعة، أعدل وضع حقيبتي، وأسرع الخطى، أفكر أنني بحاجة للوصول للسكن سريعاً، فأمامي الكثير من المهام المطلوبة، هواء القاهرة خانق كالمعتاد، وكالعادة أسير على الرصيف لأتجنب زحام المارة. أفتح حقيبتي لأجهز عملات معدنية لتذكرة المترو الذي تفصلني عنه أمتار، فتقع بعضها أرضاً، أنحني بهدوء لالتقاطها ثم.. يد تلمسني بقذارة (لا داعي أبداً لوصف الفعل)، أندفع للأمام مبتعدة وأنا أصرخ "إيه ده!". تلاقت عيني مع عين المتحرش لجزء من الثانية، وكان يضحك بملء فمه، في بقية الثانية، صرخت بأعلى صوت - وصوتي عالٍ بطبيعته يمكنه إسماع شارع كبير مزدحم- " يا حيوان"، لم تكتمل الثانية التالية إلا وقد عاجلني بصفعة شديدة على خدي الأيسر، وقال: "اخرسي يا ******"، جرحت شفتي وأطلقت الدم فوراً وفقدت توازني للحظات. كان رد الفعل الذي أبادر به في حادثة كتلك هو صفعة إن استطعت، والاستنجاد بالناس بحثاً عن رجل ما يوسعه ضرباً -حين أصر على الذهاب للقسم- فنخرج على الأقل منها وقد شفيت قصاصي، إلا أن ذاك الديوث كسر القواعد المتبعة في طائفته وتعدى عليّ ثانية قبل أن أنتصر لنفس