المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٦

الغربة ناقص واحد /1

(1) تدق الساعة لصلاة الفجر، الصوت يقول (الصلاة خير من النوم..) .  فى الركعة الثانية تساوم نفسها الأمارة بالنوم على ركعتى السنة.. فتردها بإجابة ذكية ، "ركعتى الفجر خير من الدنيا وما فيها " توضح فضل الفجر نفسه لا سنته. تقتنع وتعود تلتحف ظلام الحجرة. يأتى شيطان النوم متأخرا عن موعده ويفوز فى موقعة جديدة فتستسلم له وتقرر الاستيقاظ والذهاب للميدان. يوقظها أبوها فى الصباح تماماً كما كان يفعل للمدرسة ، فتفكر أن عليها أن تشكره. كبرت يما يكفى ولكنه -رغم التفاصيل- مازال هنا ليفعل لها ما لا تقدر عليه. "ماذا لو ...؟ ". (2) تسأل سيدة عن مستشفى الأطفال الجامعى فتجيبها بثقة عن الطريق، يعارض وصفها راكب ويوجه المرآة للطريق معاكس. ترده وتدل الأم مصرة على خريطتها ،ثم  تدير وجهها وتضحك. أصبحت الآن تحفظ الشوارع بعلاماتها وإن مرت بها مرة واحدة.  الطريق يتغير فى كل عام ولكنها أصبحت محترفة كعمال الفاعل. ذاكرتهادوما ما  أسعفتها ولكنها كانت ترفض أن تصدق أنها أصبحت  من أهل البلد الذين يعرفونها.. أن تصدق أن الغربة ستدوم. فى الجامعة حفظت محطات المترو فى كل الإتجاهات، يكفى أن تسأل كم

الأول من فبراير .. أول من النظر

صورة
(1) الثامنة صباحا تحل .. وهى جاهزة لأن تستيقظ هذه المرة، منذ أمد طويل كانت الثامنة صباحاً كابوس يومى فيا لطيف الألطاف نحمد فضلك.الطريق المحفوظ أصبح يمر بأفكارها لا هى التى تمر به. غابت عنه آيات القرآن أو الذكر وكل ما هو غير الغرق المطول فى أشياء لا تعرفها ولا تعرف عنها سوى أنها تصل بها فى النهاية لمقصدها دون شعور بالوقت. عربة المترو التى امتلأت اليوم فى مشهد نسيته من فترة، تضغطها كما تضغط النساء على جسدها الضئيل فتتألم بصمت لا يليق به إلا أن يدير وجهه هو الآخر إلى زجاج النافذة ويتأمل فى ظلام النفق والنور الخاطف فى كل محطة. (2) الجامعة المحببة لسبب خفى، لمرة جديدة تدخلها بحثا عن سبب تضع أمامها به الأوراق وتذاكر أى شئ. الجامعة تستقبلها بالحارس الصديق الذى يناديها باسمها فى ابتسامة ويسألها عن غيابها عنهم. الحارس الذى يعرفها بأنها "لبقة" فقط لأنها تناديه " حضرتك يا أستاذ فلان" وغيره يعرفها بأنها تعيش بخلل ما لنفس السبب (أنها تناديه ب "حضرتك يا أستاذ فلان"). تستلم شهادة إتمام ثلثى الطريق بشعور محايد، كأن شيطاناً ما يدفعها إلى هنا لغرض خفى - بلا انتظار