المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٩

لوزة

صورة
(١) كانت صغيرة بحجم راحة اليد، مغمضة العينين، يوحي فراؤها المنقوش أنها دمية تعمل بالبطاريات. لكن انكماشتها في الحد الممتد من رأسها لذيلها كان دحضا لفكرة الدمية الصغيرة. على السلم كان يصعد بصعوبة تسمع صوت تنفسه قبل أن يمد المفتاح للباب، يضع الأكياس البلاستيكية منادياً الصغير أن يفرغ كل منهم في الثلاجة، يبدأ بشكوى الظهيرة تجاه لا مسؤوليتهم، وإرهاقه، وعجزه عن أن يكون متعهد كل مهام الأسرة وحده. يخفت صوته وتزداد تأوهاته من آلام الظهر، ثم يكمل طريقه للمطبخ. توحي حيات البطاطس في الطبق أنه على وشك إعداد صينية البطاطس الشهيرة- بطاطس الجيش- كما أصبحت تعرف فيما بعد أو يكتفى بإلحاق اسمه بها، كما تلحق صينية الكوسة باسم أخيه. يراه الأكبر فيتذكر هذه الحقيقة فيقرر لف بعض شطائر الجبن للنجاة من رحى الجوع ومطرقة صينية البطاطس السالفة. يفتح باب الغرفة فتموء لوزة ويكتشف أبوه وجودها، وتبدأ المواجهة. (2) فيما كانا  منهمكين في الجدال حول ضرورة ذهاب لوزة ومحاولاته استبقاءها، لم تحظ هي بأي دعم سوى من الصغير، الموكل بكل المهام الصعبة، يحاول أن يسقيها بعض الحليب ويربت على رأسها بأصبعين. من خلفة وقفت هي تواجه