الأول من فبراير .. أول من النظر
(1)
الثامنة صباحا تحل .. وهى جاهزة لأن تستيقظ هذه المرة، منذ أمد طويل كانت الثامنة صباحاً كابوس يومى فيا لطيف الألطاف نحمد فضلك.الطريق المحفوظ أصبح يمر بأفكارها لا هى التى تمر به. غابت عنه آيات القرآن أو الذكر وكل ما هو غير الغرق المطول فى أشياء لا تعرفها ولا تعرف عنها سوى أنها تصل بها فى النهاية لمقصدها دون شعور بالوقت. عربة المترو التى امتلأت اليوم فى مشهد نسيته من فترة، تضغطها كما تضغط النساء على جسدها الضئيل فتتألم بصمت لا يليق به إلا أن يدير وجهه هو الآخر إلى زجاج النافذة ويتأمل فى ظلام النفق والنور الخاطف فى كل محطة.
(2)
الجامعة المحببة لسبب خفى، لمرة جديدة تدخلها بحثا عن سبب تضع أمامها به الأوراق وتذاكر أى شئ. الجامعة تستقبلها بالحارس الصديق الذى يناديها باسمها فى ابتسامة ويسألها عن غيابها عنهم. الحارس الذى يعرفها بأنها "لبقة" فقط لأنها تناديه " حضرتك يا أستاذ فلان" وغيره يعرفها بأنها تعيش بخلل ما لنفس السبب (أنها تناديه ب "حضرتك يا أستاذ فلان").
تستلم شهادة إتمام ثلثى الطريق بشعور محايد، كأن شيطاناً ما يدفعها إلى هنا لغرض خفى - بلا انتظار لنتائج المستقبل-. الصغيرة ذات الثالثة والعشرين و شهور توشك أن تتحول لسنة، تتريث فى قرار ما بلا قلقها المعهود من القرارات وتخرج هذه المرة منتصرة على جنية المستقبل التى تنثر فوقها غبار ال "يجب" و "لابد" و "العمر يجرى " و "على أن أحقق شيئا".
تتوجه للعمل الذى اشتاقته بين زملاء تقف منهم على مسافة حتى الأول من فبراير.
(3)
"هل تكون أم تختفى؟" هو سؤال المرحلة، هل تقدر أم تغطى وجهها هرباً. آخر مرة استطاعت فيها مجهولة التاريخ، استطاعت أن تكون لنفسها و أن تتجاهل لغط المارون فى ممشاها. تصعد درجات السلم درجتين درجتين تماماً كما صعدتهم أول مرة -وأمها تشجعها أن تصعد وحدها-. رغم ألم ساقها لا تغير من طريقة صعودها ولا مشيتها،و رغم آلم صدرها لا تفعل شيئا لتوقفه. أمها التى دفعتها دوماً أن تتحمل مسؤلية نفسها والآخرين، لم تخبرها أن لا تجهد نفسها وأنه يمكن للسلم أن ينتظر صعودها درجة درجة، كما يمكن للشارع أن يحتمل مشية هادئة ، وللناس أن ينتظروا وللعمر ألا يحاسبها على ثوانيه المهدرة.
يقول الرجل " أبدعت يا فتاة" حقاً أبدعت؟. تتمسك بالكلمة فى إصرار، ولكنها لا تفهمها "أبدعت كيف أنا لم أفعل شيئاً". الآن يحين الوقت، هى ذكية بما يكفى لئلا تقف وتبحث عما يقع منها عرضاً، لأن تأكل أولا ثم تبحث عن الفتات إن أرادته، تعرف العمل وتتقنه بكل ما يحتاج منها، وتعرف الذى يعوقها، ألم يحن الوقت لتمر عليه؟ تسأل ثم تغلق نافذة السؤال وتجلس تنتظر أمامها أن يفتحها أحد غيرها ومعه الإجابة.
(4)
- تخرج من النفق... وصوت ينادى " منيا ملوى بنى مزار أبو جرجاص (أبو قرقاص)". 7 سنوات إلى الوراء وهى تتعثر فى حقيبتها الضخمة التى انكسرت عجلتها، وذات الصوت ينادى ذات صباح ويأمرها أن تأتى سريعاً فالعربة ينقصها راكب واحد. تحتار وتغرق فى ثيابها وحقيبتها وتتحامل حتى تصل العربة ثم تفكر لم لم تخبره أن ينتظر هو أو تنتظر هى عربة قادمة؟. تشد على ذاكرتها ذات السبع عشرة عام وتأمرها أن تتذاكر ما حَيِتْ أن لا تتحامل علىها مجددا، فالعالم كله أتى ومعه زر انتظار أو إيقاف مؤقت، فحسبك يا فتاة.
- يخلع سترته تخففاً فى برد يناير الشديد، وهى تتعجب من الحرارة التى يشعر بها، والسماء تمطر للمرة الأولى منذ وطئت قدماها صعيد مصر الأولانى، و تثرثر هى طويلاً حول غرائبه فيعدها إن شهدا معاً مطراً فى هذه المدينة العام القادم سيرتدى سترته طوال الشهر، فتحتفظ فى ذاكرتها بعناد " 24-1-2010" سأذكره بوعده العام القادم. يمارس دوره الأبوى المقدس على مراهقتها" هنا موقف الصعيد الدائم إن قدر الله وفاتك قطار أو حافلة، لكن إياك أن تفعليها إلا فى الصباح الباكرمفهوم؟". تنوى أن تجادل عناداً إلا أن صبى ما يقطع أفكارها بندائه " منيا ملوى بنى مزار أبو جرجاص"
تتعثر وهى تمشى -جرياً كالعادة، وراء شئ لا تعرفه- فتتذكر الحقيبة البنية التى جرحت قدمها بشدة منذ سبع سنوات وهى تجرى وراء صعيدى يأمرها أن تسرع الخطو فالعربة ينقصها راكب واحد. لم يشهد هو برد يناير التالى وفوت عليها الفرصة أن ينجز وعده تقرأ له الفاتحة وتهدهد أشباح الآلم بكل تركيز ألا تقتات على ليلتها.
(5)
الشوارع ممتلئة باللون الآحمر وصوت السيدة يفسر " النهاردة تذكار العيال بتوع الأهلى الى ماتوا فى الأستاد". تنظر تحت قدميها هرباً من الصور إلا أن سيدة تصعد المترو من محطة الأوبرا تجلس أمامها- ترتدى قميصاً جللته صورة " أنس الصغير" فتبدأ البكاء كطفلة نسيتها أمها فى زحام السوق.
4 سنوات قبلاً تعود وصديقتها إلى منزلها محتفلين بهواء بحر إسكندرية الشتَوِى فتقول أم الصديقة أن شباباً أصيبوا فى استاد بورسعيد. التلفاز ينقل هرج ومرج لا تبدو فيه إلا جرى الكل، كل فى إتجاه. الشاشة الأخرى تنقل أسماء وأشخاص تكللوا بالأحمر ثياباً وصبغة للجلود، فتسرع ترسل لكل منهم رساله تسأله هل هو بخير؟ هل جرى له شئ؟ بالله أن يرد. يستيقظ الصباح فتخرج للشارع مع رفقة تهتف فيلتف الناس حول صوتها العالى وجسدها الضئيل. تحاول أن تشرح لهم أن يفهموا فتعجز عن شئ إلا الغضب وتعود فتبحث فى أشيائها، تخرج شارة سوداء أعطاها إياها علاء المقُتول فى مذبحة ديسمبر.
تلفها حول ذراعها لا تخلعها إلا للنوم حتى منعوا الكلام. تقول لرفقاء طريق الآلام :" قبل فبراير غير بعد فبراير، قبل بورسعيد غير بعد بورسعيد، الألتراس مش زينا مش هينسوا دمهم" " ولا احنا هننسى، بس هم مع بعض"
تعرف أنها بكت اليوم ولله الحمد فتقوم للغناء " قلناها زمان للمستبد الحرية جاية لابد"، فرصة نادرة أن تزعق بوصفه " نظام غبى" إلا أن صوتها خرج هامساً و يقاوم هاجس أن أشباح ترتدى الأسود ستقتحم المكان حالاً وتقبض عليها مع الواقفين.
يقول الشاب على المسرح " احنا ليه بقينا ينحضر جنازات أصحابنا بدل ما نحضر أفراحهم" تبكى للمرة الحادية عشرة بعد المرة الأولى التى تماسكت ولم تنتحب بعدها. " خمس سنوات عجزوا فيها جميعا أن يربطهم شئ، يجتمعوا خارج جنة الميدان، يعرفوا بعضهم البعض، يكتبوا أرواحهم على حائط واحد"
يتسللوا إلى عرض ما جرأ أن يغنى فى مشهد "الأغان المحرمة" فيقبل عليه المطرودون من الجنة ليستتروا بظلام المسرح ويرتفع صوتهم "حرية"
(6)
يقول الصغير " هستغلك بقى كل ما أكون نفسى فى الحاجات دى ما هو محدش بيجيبها غيرك" تسائل الأكبر منه من قبل " ده بتاعك، لا خليه خلاص انا هجيب أى حاجة" هل هم الذين كبروا أم هى التى تصغر وتضعف ؟!
(7)
هو يبتعد بينما يجذبها البعض خارج المذبحة فترى كابوساً توقفت عن ملاحقته منذ زمن تخشاه. تستيقظ لتقولها للمرة الأولى " نوجا راحت عند ربنا ، هو احنا لازم نقول خلاص ؟ "
" الله يرحمك يا نوجا، بحبك قد كل الى سبتيه ف روحى"

الثامنة صباحا تحل .. وهى جاهزة لأن تستيقظ هذه المرة، منذ أمد طويل كانت الثامنة صباحاً كابوس يومى فيا لطيف الألطاف نحمد فضلك.الطريق المحفوظ أصبح يمر بأفكارها لا هى التى تمر به. غابت عنه آيات القرآن أو الذكر وكل ما هو غير الغرق المطول فى أشياء لا تعرفها ولا تعرف عنها سوى أنها تصل بها فى النهاية لمقصدها دون شعور بالوقت. عربة المترو التى امتلأت اليوم فى مشهد نسيته من فترة، تضغطها كما تضغط النساء على جسدها الضئيل فتتألم بصمت لا يليق به إلا أن يدير وجهه هو الآخر إلى زجاج النافذة ويتأمل فى ظلام النفق والنور الخاطف فى كل محطة.
(2)
الجامعة المحببة لسبب خفى، لمرة جديدة تدخلها بحثا عن سبب تضع أمامها به الأوراق وتذاكر أى شئ. الجامعة تستقبلها بالحارس الصديق الذى يناديها باسمها فى ابتسامة ويسألها عن غيابها عنهم. الحارس الذى يعرفها بأنها "لبقة" فقط لأنها تناديه " حضرتك يا أستاذ فلان" وغيره يعرفها بأنها تعيش بخلل ما لنفس السبب (أنها تناديه ب "حضرتك يا أستاذ فلان").
تستلم شهادة إتمام ثلثى الطريق بشعور محايد، كأن شيطاناً ما يدفعها إلى هنا لغرض خفى - بلا انتظار لنتائج المستقبل-. الصغيرة ذات الثالثة والعشرين و شهور توشك أن تتحول لسنة، تتريث فى قرار ما بلا قلقها المعهود من القرارات وتخرج هذه المرة منتصرة على جنية المستقبل التى تنثر فوقها غبار ال "يجب" و "لابد" و "العمر يجرى " و "على أن أحقق شيئا".
تتوجه للعمل الذى اشتاقته بين زملاء تقف منهم على مسافة حتى الأول من فبراير.
(3)
"هل تكون أم تختفى؟" هو سؤال المرحلة، هل تقدر أم تغطى وجهها هرباً. آخر مرة استطاعت فيها مجهولة التاريخ، استطاعت أن تكون لنفسها و أن تتجاهل لغط المارون فى ممشاها. تصعد درجات السلم درجتين درجتين تماماً كما صعدتهم أول مرة -وأمها تشجعها أن تصعد وحدها-. رغم ألم ساقها لا تغير من طريقة صعودها ولا مشيتها،و رغم آلم صدرها لا تفعل شيئا لتوقفه. أمها التى دفعتها دوماً أن تتحمل مسؤلية نفسها والآخرين، لم تخبرها أن لا تجهد نفسها وأنه يمكن للسلم أن ينتظر صعودها درجة درجة، كما يمكن للشارع أن يحتمل مشية هادئة ، وللناس أن ينتظروا وللعمر ألا يحاسبها على ثوانيه المهدرة.
يقول الرجل " أبدعت يا فتاة" حقاً أبدعت؟. تتمسك بالكلمة فى إصرار، ولكنها لا تفهمها "أبدعت كيف أنا لم أفعل شيئاً". الآن يحين الوقت، هى ذكية بما يكفى لئلا تقف وتبحث عما يقع منها عرضاً، لأن تأكل أولا ثم تبحث عن الفتات إن أرادته، تعرف العمل وتتقنه بكل ما يحتاج منها، وتعرف الذى يعوقها، ألم يحن الوقت لتمر عليه؟ تسأل ثم تغلق نافذة السؤال وتجلس تنتظر أمامها أن يفتحها أحد غيرها ومعه الإجابة.
(4)
- تخرج من النفق... وصوت ينادى " منيا ملوى بنى مزار أبو جرجاص (أبو قرقاص)". 7 سنوات إلى الوراء وهى تتعثر فى حقيبتها الضخمة التى انكسرت عجلتها، وذات الصوت ينادى ذات صباح ويأمرها أن تأتى سريعاً فالعربة ينقصها راكب واحد. تحتار وتغرق فى ثيابها وحقيبتها وتتحامل حتى تصل العربة ثم تفكر لم لم تخبره أن ينتظر هو أو تنتظر هى عربة قادمة؟. تشد على ذاكرتها ذات السبع عشرة عام وتأمرها أن تتذاكر ما حَيِتْ أن لا تتحامل علىها مجددا، فالعالم كله أتى ومعه زر انتظار أو إيقاف مؤقت، فحسبك يا فتاة.
- يخلع سترته تخففاً فى برد يناير الشديد، وهى تتعجب من الحرارة التى يشعر بها، والسماء تمطر للمرة الأولى منذ وطئت قدماها صعيد مصر الأولانى، و تثرثر هى طويلاً حول غرائبه فيعدها إن شهدا معاً مطراً فى هذه المدينة العام القادم سيرتدى سترته طوال الشهر، فتحتفظ فى ذاكرتها بعناد " 24-1-2010" سأذكره بوعده العام القادم. يمارس دوره الأبوى المقدس على مراهقتها" هنا موقف الصعيد الدائم إن قدر الله وفاتك قطار أو حافلة، لكن إياك أن تفعليها إلا فى الصباح الباكرمفهوم؟". تنوى أن تجادل عناداً إلا أن صبى ما يقطع أفكارها بندائه " منيا ملوى بنى مزار أبو جرجاص"
تتعثر وهى تمشى -جرياً كالعادة، وراء شئ لا تعرفه- فتتذكر الحقيبة البنية التى جرحت قدمها بشدة منذ سبع سنوات وهى تجرى وراء صعيدى يأمرها أن تسرع الخطو فالعربة ينقصها راكب واحد. لم يشهد هو برد يناير التالى وفوت عليها الفرصة أن ينجز وعده تقرأ له الفاتحة وتهدهد أشباح الآلم بكل تركيز ألا تقتات على ليلتها.
(5)
الشوارع ممتلئة باللون الآحمر وصوت السيدة يفسر " النهاردة تذكار العيال بتوع الأهلى الى ماتوا فى الأستاد". تنظر تحت قدميها هرباً من الصور إلا أن سيدة تصعد المترو من محطة الأوبرا تجلس أمامها- ترتدى قميصاً جللته صورة " أنس الصغير" فتبدأ البكاء كطفلة نسيتها أمها فى زحام السوق.
4 سنوات قبلاً تعود وصديقتها إلى منزلها محتفلين بهواء بحر إسكندرية الشتَوِى فتقول أم الصديقة أن شباباً أصيبوا فى استاد بورسعيد. التلفاز ينقل هرج ومرج لا تبدو فيه إلا جرى الكل، كل فى إتجاه. الشاشة الأخرى تنقل أسماء وأشخاص تكللوا بالأحمر ثياباً وصبغة للجلود، فتسرع ترسل لكل منهم رساله تسأله هل هو بخير؟ هل جرى له شئ؟ بالله أن يرد. يستيقظ الصباح فتخرج للشارع مع رفقة تهتف فيلتف الناس حول صوتها العالى وجسدها الضئيل. تحاول أن تشرح لهم أن يفهموا فتعجز عن شئ إلا الغضب وتعود فتبحث فى أشيائها، تخرج شارة سوداء أعطاها إياها علاء المقُتول فى مذبحة ديسمبر.
تلفها حول ذراعها لا تخلعها إلا للنوم حتى منعوا الكلام. تقول لرفقاء طريق الآلام :" قبل فبراير غير بعد فبراير، قبل بورسعيد غير بعد بورسعيد، الألتراس مش زينا مش هينسوا دمهم" " ولا احنا هننسى، بس هم مع بعض"
تعرف أنها بكت اليوم ولله الحمد فتقوم للغناء " قلناها زمان للمستبد الحرية جاية لابد"، فرصة نادرة أن تزعق بوصفه " نظام غبى" إلا أن صوتها خرج هامساً و يقاوم هاجس أن أشباح ترتدى الأسود ستقتحم المكان حالاً وتقبض عليها مع الواقفين.
يقول الشاب على المسرح " احنا ليه بقينا ينحضر جنازات أصحابنا بدل ما نحضر أفراحهم" تبكى للمرة الحادية عشرة بعد المرة الأولى التى تماسكت ولم تنتحب بعدها. " خمس سنوات عجزوا فيها جميعا أن يربطهم شئ، يجتمعوا خارج جنة الميدان، يعرفوا بعضهم البعض، يكتبوا أرواحهم على حائط واحد"
يتسللوا إلى عرض ما جرأ أن يغنى فى مشهد "الأغان المحرمة" فيقبل عليه المطرودون من الجنة ليستتروا بظلام المسرح ويرتفع صوتهم "حرية"
(6)
يقول الصغير " هستغلك بقى كل ما أكون نفسى فى الحاجات دى ما هو محدش بيجيبها غيرك" تسائل الأكبر منه من قبل " ده بتاعك، لا خليه خلاص انا هجيب أى حاجة" هل هم الذين كبروا أم هى التى تصغر وتضعف ؟!
(7)
هو يبتعد بينما يجذبها البعض خارج المذبحة فترى كابوساً توقفت عن ملاحقته منذ زمن تخشاه. تستيقظ لتقولها للمرة الأولى " نوجا راحت عند ربنا ، هو احنا لازم نقول خلاص ؟ "
" الله يرحمك يا نوجا، بحبك قد كل الى سبتيه ف روحى"

تعليقات
إرسال تعليق