اللَيْلَة ُالثَامِنَةُ مِنَ النُّورْ
(1)
حياري، وكؤوسنا مترعة إلى آخرها بالأسئلة، لا نعرف باباً كي نطرقه، ولا سبيلاً لنمشيه. نسير إلى الله عرجاً ومكاسير نبحث عن الجبرواليقين.
أأحسن أن أشق عن صدري فأعرف داعي الإخلاص من موطن النفاق؟ أيعرف العقل إدراك الله بالحس والمادة والمشاهدة والإعجاز ؟
لا أبصر إلا اللافتة فوق رأسي ( إنما أنا أود إقامة الديانة في صدري..بناء أعمدة نفسي على بصيرة، فيصير كياني متين العُرى، ويستوي بالحق على ما سَلِمْ من الفطرة، أن أصوغ نسختي من الإجابة عن سؤال " ماذا أفعل في وسع هذا الكون؟، أُداوم الطرق على الباب علّه يُفتح لي، وأحمل مُراد الله، مني، في قلبي لأبدأ السعي.
فإن استويت قائمةً، ذهبت أتلمس كل شبر تطئه خطاي المترددة أزرع به فسيلة كل وقت.عساي أزهر، وتزهر ورود مشقة الطريق، تبلغنا "مقعد صدق عند مليك مُقْتَدِرْ").
(2)
يتلو الشيخ من قوله "أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا" ويذكر الوعد " أن لهم دار السلام".
نحن نعرف إن الإيمان محله اللطيفة الربانية ذات الشعور، وأنه نور الله الذي يجعله لمن يرد أن يحييه. لكن ما السبيل يارب، مهما امتلأت الرأس عنك لا تملأ القلب مثقال ذرة بك ، بحبك، بيقين وجودنا المتعلق بأستارك.
أسهو في أمر الدنيا حتى يأت قوله " وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "
دلنا بك عليك يا حِرز اللاجئين، اهدنا الصراط المستقيم، فكل السبل تشابهت علينا وإنا إن شاء جلالك لمهتدون.
نرجو أن تأتِ لحظة الفتح فنقول " إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ". ولكنا عبادك حقت عليهم سنتك أن " لولا هدانا الله ما اهتدينا"، نسألك الهدى، والنُسُّك، والصراط والمستقيم ، وأن تحينا حياة طيبة لنلقي وجهك طيبين.
(3)
كنت أتخبط خوف الفتن حتى أشرق على قلبي نور قولك " وإذا رأيت الذين يخوضون في أيتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره" وأتممت نعمتك اليوم بفتح آية " فلا يكن في صدرك حرج منه"
نحن؛ من نحن؟ نحسب أنفسنا الغرباء القابضين على دينهم كجمر من نار، وقد نكون الأدعياء الذن تُسَعَرُ بهم النار يسبقوا بعذابهم خطايا العالمين. إن أُعطينا دعاء ليلة وقيام ركعة حسبنا أننا مُهتدون، تردد ألسنتنا أن الفضل لك والقلب مشرب هواه مُعجَب بعمله الشحيح.
وإن أعطيتنا رِزق ذِكركْ وسط قلة غافلين، رفعنا رؤوسنا كالطواويس نرتفع بها على الخلق. وإن شهدنا فتنة وخشينا الزَلَقْ، ألبسنا أنفسنا لباس التقوى ليعلم المفتونون أننا منزهون عن أدرانهم.
أنقول هذا لأنفسنا ونحاسبها ونأوب؟ لا يارب، بل تأخذنا العزة بالإثم، ونهرب إلى دار الرياء ظانين أننا نصدح بدينك.
ياربِ أمرْتَ بالقسط فأعنّا أن نقيم وجوهنا عند كل مسْجِدِ ولا تحرمنا أن ندعوك وأنزلن بقلوبنا الإخلاص نرفع الأكف مخلصين لك الدين كما بدأتنا نعود.
(4)
كانت ليلة الخامس والعشرين، أول ليلة قدر أشهدها في بيت من بيوتك وفي جماعة لم ينقطع ذرف دموعها عند آيات الأعراف. من ذاق عرف وقد ذقت معنى الحرمان والإبعاد طويلاً فبينما عبادك يدقون باب التضرع والرجاء، أنا أقف في مؤخر الصف جامدة العين لاهية القلب، لم يغب عني عظمة المعنى لكن القلب في قفصه لم يتحرر بعد.
تعلمنا أن العبد الطيب هو من تستوي عبادته والفائز هو الشهيد في سبيلك، لكنهم لم يحدثونا عن الحياة في سبيلك يارب، عن مقام الصديقين الذي وُصِف به أنبيائك وأتقيائك، لم يشرحوا لنا أن الصِديقين هم من عاشوا في سبيل الله وهو أشق الجهاد. ولذا كانت أمارات الفتح في تصورنا هي بكاء ساعة ورزق في دعاء.
يأت الشيخ موضع الكشف " أن قد وعدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً" وقلبي يمتلأ بمزيد من الأسئلة، بعد سنوات بقي سؤالي الأكبر قائماً " كيف أحيي بالله وكيف أكن نفساً بأمة فأقيم الوعد الحق في الدنيا كي ألقاه في الآخرة؟.
من عاش على شئ مات عليه، وماذا عن واهني الخطى يارب ؟ أتشفع لهم نوازع بذلِ تضيق عن حيازتها الصدور؟
اجعل لنا من حيرتنا هدى به تُفَتّحْ لنا أبوابَ السماءِ يارب.
(5)
يكبر الشيخ ويتلو ويترنم حتى يأتي قوله" ادعوا ربكم تضرعاً وخفية"فأذكر الحجارة التي استوت بقلبي وقطعتني عن رجائك.
لو كان بيدي أمر شئ من قلبي، لسألتك أن لا تحرمني ساعة دعاء والقلب مجموع عليه.
" معلقة أرواحنا بأستار فتحك، اعف عنا وعافنا، و أول العفو من حاجاتنا أن تلملم جراحنا بجَبْرِكْ و تؤتينا اليقين."
حياري، وكؤوسنا مترعة إلى آخرها بالأسئلة، لا نعرف باباً كي نطرقه، ولا سبيلاً لنمشيه. نسير إلى الله عرجاً ومكاسير نبحث عن الجبرواليقين.
أأحسن أن أشق عن صدري فأعرف داعي الإخلاص من موطن النفاق؟ أيعرف العقل إدراك الله بالحس والمادة والمشاهدة والإعجاز ؟
لا أبصر إلا اللافتة فوق رأسي ( إنما أنا أود إقامة الديانة في صدري..بناء أعمدة نفسي على بصيرة، فيصير كياني متين العُرى، ويستوي بالحق على ما سَلِمْ من الفطرة، أن أصوغ نسختي من الإجابة عن سؤال " ماذا أفعل في وسع هذا الكون؟، أُداوم الطرق على الباب علّه يُفتح لي، وأحمل مُراد الله، مني، في قلبي لأبدأ السعي.
فإن استويت قائمةً، ذهبت أتلمس كل شبر تطئه خطاي المترددة أزرع به فسيلة كل وقت.عساي أزهر، وتزهر ورود مشقة الطريق، تبلغنا "مقعد صدق عند مليك مُقْتَدِرْ").
(2)
يتلو الشيخ من قوله "أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا" ويذكر الوعد " أن لهم دار السلام".
نحن نعرف إن الإيمان محله اللطيفة الربانية ذات الشعور، وأنه نور الله الذي يجعله لمن يرد أن يحييه. لكن ما السبيل يارب، مهما امتلأت الرأس عنك لا تملأ القلب مثقال ذرة بك ، بحبك، بيقين وجودنا المتعلق بأستارك.
أسهو في أمر الدنيا حتى يأت قوله " وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "
دلنا بك عليك يا حِرز اللاجئين، اهدنا الصراط المستقيم، فكل السبل تشابهت علينا وإنا إن شاء جلالك لمهتدون.
نرجو أن تأتِ لحظة الفتح فنقول " إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ". ولكنا عبادك حقت عليهم سنتك أن " لولا هدانا الله ما اهتدينا"، نسألك الهدى، والنُسُّك، والصراط والمستقيم ، وأن تحينا حياة طيبة لنلقي وجهك طيبين.
(3)
كنت أتخبط خوف الفتن حتى أشرق على قلبي نور قولك " وإذا رأيت الذين يخوضون في أيتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره" وأتممت نعمتك اليوم بفتح آية " فلا يكن في صدرك حرج منه"
نحن؛ من نحن؟ نحسب أنفسنا الغرباء القابضين على دينهم كجمر من نار، وقد نكون الأدعياء الذن تُسَعَرُ بهم النار يسبقوا بعذابهم خطايا العالمين. إن أُعطينا دعاء ليلة وقيام ركعة حسبنا أننا مُهتدون، تردد ألسنتنا أن الفضل لك والقلب مشرب هواه مُعجَب بعمله الشحيح.
وإن أعطيتنا رِزق ذِكركْ وسط قلة غافلين، رفعنا رؤوسنا كالطواويس نرتفع بها على الخلق. وإن شهدنا فتنة وخشينا الزَلَقْ، ألبسنا أنفسنا لباس التقوى ليعلم المفتونون أننا منزهون عن أدرانهم.
أنقول هذا لأنفسنا ونحاسبها ونأوب؟ لا يارب، بل تأخذنا العزة بالإثم، ونهرب إلى دار الرياء ظانين أننا نصدح بدينك.
ياربِ أمرْتَ بالقسط فأعنّا أن نقيم وجوهنا عند كل مسْجِدِ ولا تحرمنا أن ندعوك وأنزلن بقلوبنا الإخلاص نرفع الأكف مخلصين لك الدين كما بدأتنا نعود.
(4)
كانت ليلة الخامس والعشرين، أول ليلة قدر أشهدها في بيت من بيوتك وفي جماعة لم ينقطع ذرف دموعها عند آيات الأعراف. من ذاق عرف وقد ذقت معنى الحرمان والإبعاد طويلاً فبينما عبادك يدقون باب التضرع والرجاء، أنا أقف في مؤخر الصف جامدة العين لاهية القلب، لم يغب عني عظمة المعنى لكن القلب في قفصه لم يتحرر بعد.
تعلمنا أن العبد الطيب هو من تستوي عبادته والفائز هو الشهيد في سبيلك، لكنهم لم يحدثونا عن الحياة في سبيلك يارب، عن مقام الصديقين الذي وُصِف به أنبيائك وأتقيائك، لم يشرحوا لنا أن الصِديقين هم من عاشوا في سبيل الله وهو أشق الجهاد. ولذا كانت أمارات الفتح في تصورنا هي بكاء ساعة ورزق في دعاء.
يأت الشيخ موضع الكشف " أن قد وعدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً" وقلبي يمتلأ بمزيد من الأسئلة، بعد سنوات بقي سؤالي الأكبر قائماً " كيف أحيي بالله وكيف أكن نفساً بأمة فأقيم الوعد الحق في الدنيا كي ألقاه في الآخرة؟.
من عاش على شئ مات عليه، وماذا عن واهني الخطى يارب ؟ أتشفع لهم نوازع بذلِ تضيق عن حيازتها الصدور؟
اجعل لنا من حيرتنا هدى به تُفَتّحْ لنا أبوابَ السماءِ يارب.
(5)
يكبر الشيخ ويتلو ويترنم حتى يأتي قوله" ادعوا ربكم تضرعاً وخفية"فأذكر الحجارة التي استوت بقلبي وقطعتني عن رجائك.
لو كان بيدي أمر شئ من قلبي، لسألتك أن لا تحرمني ساعة دعاء والقلب مجموع عليه.
" معلقة أرواحنا بأستار فتحك، اعف عنا وعافنا، و أول العفو من حاجاتنا أن تلملم جراحنا بجَبْرِكْ و تؤتينا اليقين."
تعليقات
إرسال تعليق